اعرف نبيك

* أسماؤه صلي الله عليه وسلم

عن جبير بن مطعم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :" إن لي أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس علي
قدمي وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد " ..متفق عليه .. وعن أبي موسي الأشعري قال : كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء فقال :" أنا محمد وأنا أحمد والمقفي والحاشر ونبي التوبة
ونبي الرحمة " ... مسلم .
* طهارة نسبه صلي الله عليه وسلم

اعلم - رحمني الله وإياك أن نبينا المصطفي علي الخلق كلهم قد صان الله أباه من زلة الزنا فولد صلي الله عليه وسلم من نكاح صحيح ولم يولد من سفاح فعن وائلة
بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال :" إن الله عز وجل اصطفي من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفي من بني إسماعيل كنانة واصطفي من بني كنانة قريشاً واصطفي من قريش
بن هاشم واصطفاني من بني هاشم "..مسلم
وحينما سأل هرقل أبا سفيان عن نسب رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : هو فينا ذو نسب فقال هرقل : كذلك الرسل تبعث في نسب قومها ..البخاري ..

* ولادته

ولد صلي الله عليه وسلم يوم الاثنين في شهر ربيع الأول قيل في الثاني منه وقيل فى الثامن وقيل فى العاشر وقيل فى الثاني عشر قال ابن كثير : والصحيح أنه ولد عام الفيل وقد حكاه إبراهيم
بن المنذر الحزامي شيخ البخاري وخليفة بن خياط وغيرهما إجماعاً ..

* قال علماء السير : لما حملت به آمنة قالت : ماوجدت له ثقلاً فلما ظهر خرج معه نور أضاء ما بين المشرق والمغرب ..
* وٍفـي حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : " إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين ، وإن آدم لمنجدل في طينته ، وسأنبئكم بتأويل ذلك ، دعوة
أبي إبراهيم وبشارة عيسي قومه ، ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام .. رواه أحمد والطبراني ..

* وٍتـوٍفـي أبوه صلي الله عليه وسلم وهو حمل في بطن أمه وقيل بعد ولادته بأشهر وقيل بسنة والمشهور الأول ..
* رٍضـاعــه -صلي الله عليه وسلم

أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب أياماً ثم استرضع له في بني سعد ، فأرضعته حليمة السعدية وأقام عندها في بني سعد نحواً من أربع سنين وشق عن فؤاده هناك واستخرج منه
حظ النفس والشيطان فردته حليمة إلي أمه إثر ذلك ..
* ثـم : ماتت أمه بالأبواء وهي راجعة إلي مكة وهو ابن ست سنين ، ولما مر رسول الله صلي الله عليه وسلم بالإبواء وهو ذاهب إلي مكة عام الفتح ، استأذن ربه في زيارة قبر أمه فأذن له ، فبكي وأبكي من حوله
وقال : " زوروا القبور فإنها تذكر الموت " ..مسلم .. ، فلما ماتت امه حضنته أم أيمن وهي مولاته ورثها من أبيه وكفله جده عبدالمطلب ، فلما بلغ رسول الله صلي الله عليه وسلم من العمر ثماني سنين توفي جده
وأوصي به إلي عمه أبي طالب فكلفه وحاطه أتم حياطة ونصره وآزره حين بعثه الله أعز نصر وأتم مؤازرة مع أنه كان مستمراً علي شركه إلي أن مات فخفف الله بذلك من عذابه كما صح الحديث بذلك ...
* صـيـانـة الله تعالي له

* صـيـانـة الله تعالي له صلي الله عليه وسلم : من دنس الجاهلية وكان الله سبحانه قد صانه وحماه من صغره وطهره من دنس الجاهلية ومن كل عيب ومنحه كل خلق جميل حتي لم يكن يعرف بين قومه إلا بالأمين
لما شاهدوه من طهارته وصدق حديثه وأمانته حتي إنه لما أرادت قريش تجديد بناء الكعبة في سنة خمس وثلاثين من عمره فوصلوا إلي موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يضع الحجر موضعه فقالت كل قبيلة:
نحن نضعه ، ثم اتفقوا علي أن يضعه أول داخل عليهم فكان رسول الله -صلي لله عليه وسلم- فقالوا : جاء الأمين فرضوا به فأمر بثوب فوضع الحجر في وسطه وأمر كل قبيلة أن ترفع جانب من جوانب الثوب
ثم أخذ الحجر فوضعه موضعه صلي الله عليه وسلم ..رواه أحمد والحاكم وصححه ..
* زٍوٍاجـه -صلي الله عليه وسلم

تزوجته خديجة وله خمس وعشرون سنة وكان قد خرج إلي الشام فى تجارة لها مع غلامها ميسرة ، فرأي ميسرة مابهره من شأنه وماكان يتحلي به من الصدق والأمانه ، فلما
رجع أخبر سيدته بما رأي ، فرغبت إليه أن يتزوجها ...
* ومـاتـت خديجة رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين ، ولم يتزوج غيرها حتي ماتت فلما ماتت خديجة رضي الله عنها تزوج عليه الصلاة والسلام سودة بنت زمعة ثم تزوج صلي الله عليه وسلم من عائشة
بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ولم يتزوج بكراً غيرها ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ثم تزوج زينب بنت خزيمة بن الحارت رضي الله عنها وتزوج أم سلمة واسمها هند بنت
أمية رضي الله عنها ، وتزوج زينب بنت جحش رضي الله عنها ثم تزوج رسول الله صلي الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث رضي الله عنها ثم تزوج أم حبيبة رضي الله عنها واسمها رملة وقيل هند بنت أبي
سفيان وتزوج إثر فتح خيبر صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها ، ثم تزوج ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها ، وهي آخر من تزوج رسول الله صلي الله عليه وسلم ..

* ـأوٍلادهـ -صلي الله عليه وسلم

كل أولاده صلي الله عليه وسلم من ذكر وأنثي فمن خديجة بنت خويلد حاشا إبراهيم فإنه من مارية القبطية التي أهداها له المقوفس ..
- فالذكور من ولده : القاسم وبه كان يـُكني وعاش أياماً يسيرة والطاهر والطيب ..
- وقيل : ولدت له عبدالله فى الإسلام فلقب بالطاهر والطيب أما إبراهيم فولد بالمدينة وعاش عامين غير شهرين ومات قبله صلي الله عليه وسلم بثلاثة أشهر ...
* بـنـاتـه -صلي الله عليه وسلم

زينب وهي أكبر بناته تزوجها أبو العاص بن الربيع وهو ابن خالتها ورقية وتزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه وفاطمة تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأنجبت
له الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأم كلثوم تزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد رقية رضي الله عنهن جميعاً قال النووي : فالبنات أربع بلا خلاف ، والبنون ثلاثة علي الصحيح ...

* مـبـعـثـه -صلي الله عليه وسلم

بعث صلي الله عليه وسلم لأربعين سنة فنزل عليه الملك بحراء يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان وكان إذا نزل عليه الوحي اشتد ذلك عليه وتغير وجهه وعرق جبينه
* فلما نزل عليه الملك قال له : اقرأ .. قال : لست بقارئ ، فغطاه الملك حتي بلغ منه الجهد ، ثم قال له : اقرأ .. فقال : لست بقارئ ثلاثاً ثم قال :" اقرأ باسم ربك الذي خلق .. خلق الإنسان من علق .. اقرأ وربك الأكرم
الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم " ...العلق 1-5‎ ..
فرجع رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي خديجة رضي الله عنها يرتجف فأخبرها بما حدث له ، فثبتته وقالت : أبشر كلا والله لا يخزيك أبداً إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتعين علي نوائب الدهر..
* ثـم فتر الوحي فمكث رسول الله صلي الله عليه وسلم ما شاء الله أن يمكث لا يري شيئاً فاغتم لذلك واشتاق إلي نزول الوحي ، ثم تبدي له الملك بين السماء والأرض علي كرسي وثبته وبشره بأنه رسول الله حقا ،
فلما رآه رسول الله صلي الله عليه وسلم خاف منه وذهب إلي خديجة وقال : زملوني ..دثروني ، فأنزل الله عليه :" ياأيها المدثر .. قم فأنذر .. وربك فكبر .. وثيابك فطهر " ..المدثر 1-4 ..
فأمره الله تعالي في هذه الآيات أن ينذر قومه ويدعوهم إلي الله فشمر صلي الله عليه وسلم عن ساق التكليف وقام في طاعة الله أتم قيام يدعو إلي الله تعالي الكبير والصغير الحر والعبد الرجال والنساء الأسود والأحمر
فاستجاب له عباد الله من كل قبيلة ممن أراد الله تعالي فوزهم ونجاتهم فى الدنيا والآخرة فدخلوا فى الإسلام علي نور وبصيرة فأخذهم سفهاء مكة بالأذي والعقوبة وصان الله رسوله وحماه بعمه أبي طالب فقد كان
شريفاً مطاعاً فيهم نبيلاً بينهم لا يتجاسرون علي مفاجأته بشئ في أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم لما يعلمون من محبته له ..
* قال ابن الجوزي : وبقي ثلاث سنين يتستر بالنبوة ثم نزل عليه : " فاصدع بما تؤمر " ..الحجر : 94 .. فأعلن الدعاء فلما نزل قوله تعالي :" وآنذر عشيرتك الأقربين " ..الشعراء:214 ، خرج رسول الله صلي الله
عليه وسلم حتي صعد الصفا فهتف " ياصباحاه " فقالوا : من هذا الذي يهتف .؟ ..قالوا : محمد ..! فاجتمعوا إليه فقال : يابني فلان .. يابني فلان .. يابني فلان .. يابني عبد مناف .. يابني عبدالمطلب .. فاجتمعوا
إليه فقال :" أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي .؟ ..قالوا : ماجربنا عليك كذباً .. قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ..فقال أبو لهب : تباً لك ، أما جمعتنا إلا لهذا .؟ ثم قام ، فنزل
قوله تعالي : " تبت يدا أبي لهب وتب " .. إلي آخر السورة .. متفق عليه ...